كانت تحب اللون الأزرق
وكان يحب اللون الأصفر،
كانت ترتدى ثياباً زرقاء
و كان هو يرتديها صفراء،
كانت تنظر إلى الدنيا فتجدها زرقاء
و كان هو ينظر إليها فيجدها صفراء،
كانت هي المرأة الزرقاء
و كان هو الرجل الأصفر
و في يوم وجدت المرأة الزرقاء الرجل الأصفر قد تغير...
لم يعد يحب الأصفر بل أصبح يحب الأزرق،
لم يعد يرتدى ثيابً صفراء بل أصبح يرتديها زرقاء،
لم يعد ينظر إلى الدنيا ويجدها صفراء بل أصبح يجدها زرقاء،
لم يعد بعد الرجل الأصفر فقد تحول إلى أزرق...
و قال لها معللاً هذا التغير المفاجئ :
"لقد غيرت لونى المفضل، غيرت لون ثيابي، غيرت نظرتي إلى الحياة وأصبحت أزرقاً مثلك...وكل ذلك لأني أحبك، فهل تقبلينني أزرقاً مثلك يا عزيزتي المرأة الزرقاء؟"
وكان هذا هو رد المرأة الزرقاء :
"عزيزي الرجل الأصفر (سابقا)،
لماذا تغيرت؟؟!
لقد كنت أقبلك وأنت أصفر،
و كنت أرى صفرتك وأنظر إلى زرقتي فأجدني سعيدة لشد ما يتماشيان معاً،
لقد كنت أحبك أصفراً كما أنت ولم أكن أريدك أن تتنازل عن لونك..عن ذاتك لأجلى.
عزيزي،
عد إلى لونك من جديد،
عد إلى أفكارك وأحلامك،
عد إلى نفسك...
وعندئذ ستجدني أشاركك في كل ما تحلم به وكل ما تتطلع إليه
و لكن دون أن أتخلى عن زرقتي،
عندئذ ستجد نفسك تشاركني فى أفكاري و نظرتي إلى الأشياء
و لكن دون أن تتخلى عن صفرتك.
عزيزي،
إذا قرر اللون الأصفر أن يتغير إلى أزرق عند خلطه باللون الأزرق، فلن يكون هناك لوناً أخضراً،
و إذا قررت أنت أن تصبح أنا فلن يكون هناك " أنت وأنا"
فأنت أصفر وأنا زرقاء وهذا لا يمنع أن يحب كل منا الآخر وهذا لا يمنع أيضاً أن يختلط الأصفر بالأزرق فتختلط أفكارهما وأحلامهما معاً لتكون أحلاماً وأفكاراًً خضراء..."
المرأة الزرقاء
و أخيراً فالنهاية هي النهاية السعيدة المعروفة لدى الجميع ...
الرجل الأصفر عاد أصفراً من جديد وتزوج من المرأة الزرقاء وعاشوا في سعادة خضراء وأنجبوا أولاداً خضرا وبناتاً خضروات.ً
* من كتابات أيام الجامعة
* من كتابات أيام الجامعة