الأربعاء، 25 يناير 2012

الخروج من التابوت- مصطفى محمود


قال الرجل الصالح في نبرات جليلة:

اعلم أن روح الله تملأ الوجود.. وأن كل ما في العالم من فن وفكر وعلم وجمال، هي إذاعات من هذه الروح الكلية الخالقة... وما روحك إلا قبس من هذه الروح الكبرى، تتلقى منها.. أنت أحد آحاد الأحد الأكبر.

اعلم أن هذه الروح الكبرى ليست بشراً، ولكنها الذات العليا، والقانون الأسمى، لكل الوجود.. اعلم أن الحياة لا تصلح بغير صلاة..
وأن صلاتك لا تكون نافعة، إلا حينما تنسى إنك تصلي، وتتوجه بكليتك إلى روح الوجود في صرخة استنجاد واستغاثة ودهشة وإعجاب، وحب وابتهال مأخوذ. فالصلاة ليست كلمة تتفوه بها، وإنما هي شعور بالقداسة والافتتان والإجلال والحب والفناء، في المقام الإلهي الأرفع، وإدراك بأننا قطرة من النبع الصافي اللانهائي، نصدر عنه ونعود إليه.

اعبد إلهك، إلهاً موضوعياً، تتمثل فيه وتصدر عنه جميع القوانين الطبيعية الحكيمة، التي يكتشفها العلم ببطء ومشقة. وحاول أن تعيش في توافق مع نواميسه الحكيمة، فهذه هي حريتك.

وتذكر أن الفضلاء من جميع الأديان، هم في الحقيقة عل دين واحد...

تذكر إنك تبتعد عن روح الله، كلما تقربت إليه بالطقوس الروتينية، والكهانات والمراسيم، والكلمات الخالية من الشعور..  (....)

إن عصرنا في حاجة إلى ديانة عصرية إنسانية مصفاة من أدران الكهانات، متفتحة للجديد من كل علم ومعرفة، خالية من التعصب والعنصرية.. عالمية... واحدة... فالله واحد ونواميسه واحدة..