الأربعاء، 5 يناير 2011

يسوع واللاعنف1

لا أستطيع أن أفهم ردود الفعل العنيفة للمسيحيين، الغضب والتعبير عنه شيء والتعبير بالعنف من إلقاء طوب وتكسير سيارات وترديد شعارات تدعو للفرقة بين المصريين شيء آخر. أمام ما حدث بالإسكندرية، يجب أن نغضب وأن نعبر عن غضبنا جميعاً، مسلمين ومسيحيين، ولكن يبقى السؤال هو كيف نعبر عن هذا الغضب؟
لا أستطيع أن أفهم الأفعال العنيفة ونوبات الكراهية؟ لماذا؟ لأن يسوع لم يكن عنيفاً، لم يعرف قلبه الكره، كان وديعاً كالحمل، هادئاً، محباً للجميع حتى لمن صلبوه. وداعة لا تعني الضعف، وداعة هي أقوى من استخدام العنف، وداعة تذهب إلى طلب الغفران بحق المذنبين. فعندما جاء الجنود ليسلموه، نهر تلاميذه من استخدام العنف، وعندما لطمه أحد الحراس لم يرد له اللطمة، لكنه لم يصمت أيضاً بل سأله:"إن كنت أسأت في الكلام فبين الإساءة، وإن كنت أحسنت في الكلام، فلماذا تضربني؟".
فلا يعني اللاعنف السكوت على الظلم والعنف، بل يعني عدم الصمت، على أن يكون عدم الصمت لا عنفي في الفعل والكلام.
فهل نقتضي بالمسيح اليوم الذي نحمل اسمه أم إننا مجرد مدعين؟
هل نسعى أن نتبعه بالرغم من ضعفنا البشري، فنراجع أفكارنا وأحكامنا وأقوالنا وأفعالنا التي نصدرها ضد إخوتنا؟ وهل هذه الأفكار والأحكام والأقوال والأفعال تشهد له هو المحبة الفائقة الذي صلى من أجل صالبيه: "يا أبت أغفر لهم لأنهم لا يعلمون ما يفعلون".
قد تأخذ السبل اللاعنفية وقتاً أطول للحصول على الحق ولكنها بلا شك السبيل الوحيد الذي يستحق الاحترام.

1 مقالة مستوحاة في أغلبها من وعظة يوم الأحد 2 يناير 2011.

هناك تعليقان (2):

R يقول...

ربما لا تستطيعين فهم ردود الأفعال العنيفة للـ"مسيحيين"، لكن ردود الفعل العنيفة للـ"مصريين" الذين فقدوا شعورهم بالأمان وامتلأوا بتراكمات الغضب مفهوم جداً جداً جداً. هذا لا ينطبق على مظاهرات الأمس فحسب، بل على مظاهرات/إضرابات الأعوام الثلاثة الماضية كلها والتي قامت بها فئات كثيرة من المصريين.ـ

كـاف يقول...

أتفهم الغضب جدا جدا وأغضب معهم جدا جدا ومع ذلك أظل أرفض استخدام العنف ونمو الكره جدا جدا.